Tuesday, 28 December 2021

وأنتصرت أفريقيا

 

 


ستعلن ركلة بداية مباراة الكاميرون وبوركينافاسو في التاسع من يناير المقبل في إفتتاحية بطولة كأس الأمم عن إنتصار القارة الأفريقية على مخططات الاتحاد الأوروبي والفيفا من أجل التدخل والتلاعب بأساسيات الاتحاد وذلك بعد أسبوعين من الضغط الإعلامي والرسمي على كاف من أجل تأجيل بطولته الرسمية الأولى
 
تلعب بطولة كأس الأمم الأفريقية كل عامين منذ بدأيتها وإن كانت قد أستقرت واستمرت بشكل أكبر منذ نسختها السادسة ولم تتعطل مسيرتها سوى في العام الماضي عندما تم تأجيل بطولة 2021 لتقام العام القادم 2022 وذلك بسبب جائحة كورونا التي أثرت وعطلت الحياة على كوكب الأرض كله
 
ولكن قبل إنطلاقها بأسابيع قليلة عادت الجائحة مرة أخرى لتضرب القارة الأوروبية بشكل خاص لتحاول الأندية الأوروبية متمثلة في رابطتها بمساعدة الاتحاد الدولي لكرة القدم في تأجيل البطولة مرة أخرى ومحاولة إقامتها في فصل الصيف بدلا من موعدها المعتاد بداية من منتصف يناير إلى منتصف فبراير
 
يعتبر هذا الموعد هو الأفضل والأكثر تناسبا مع الأجواء في القارة الأفريقية حيث تتوقف الأمطار الموسمية الغزيرة على نصفها الجنوبي بينما تعتدل الأجواء الشتوية في نصفها الشمالي لتصبح القارة بأكملها جاهزة في ذاك الموعد لإستضافة الحدث الأبرز والذي يقام كل عامين من أجل زيادة وتحسين البنية التحتية الرياضية لبلاد القارة التي عانت من الدمار والتخلف بسبب الإحتلال الأوروبي الذي رحل عسكريا وإن كان مستمر إقتصاديا بتأمين ثروات تلك البلاد بعقود خاصة لصالح شركاته
 
بينما أوروبا وأنديتها تعاني كل عامين لخسارة نجوم أنديتها من القارة الأفريقية في ذاك الموعد وهي مشكلة متكررة ومتجددة مع كل نسخة حيث يخرج مدربو الأندية التي تعتمد بشكل أكبر على أبناء القارة من أجل الحديث عن ضرورة تغير موعدها مراعاة للأندية متجاهلين بشكل كبير الطبيعة الجغرافية لتلك القارة وأجوائها المتغيرة من شمالها عن جنوبها وشرقها عن غربها ولا تعتدل وتستقر إلا في ذاك الوقت فقط
 
يعلم بالتأكيد كل نادي في أوروبا بل والعالم كله أنه بتعاقده مع لاعب أفريقي فهو معرض لخسارته لمدة شهر كل عامين لصالح كأس الأمم الأفريقية والبطولة كانت تلعب بشكل دوري ولكن هذه النسخة كانت فرصة مواتية لأوروبا من أجل الضغط لتأجيل وتغير موعد البطولة لتناسب بطولاتهم المحلية
 
بدأت الصحف الأوروبية بداية من الفرنسية في منتصف نوفمبر في نشر تقارير عن عدم جاهزية الكاميرون وملعبها الرئيسي أولمبيا لإستضافة البطولة وذلك قبل أسابيع قليلة من إنطلاق البطولة
 
تلى تلك الشائعات أخبار أخرى عن نقل البطولة من الكاميرون إلى دولة أخرى بسبب عدم جاهزية الدولة المستضيفة، تلك الاخبار التي كانت متداولة منذ 2019 بنهاية النسخة الماضية التي أقيمت في مصر وحتى اللحظة رغم تأجيل إنطلاق البطولة عام كامل بسبب كورونا
 
نفت الكاميرون شكلا وموضوعا تلك الشائعات وأكدت على جاهزية بنيتها التحتية وملاعبها  لإستضافة البطولة  وذلك رغم تصريحات سيسي بامنجا المحلل الكاميروني لشبكة إي إس بي إن قبل 100 يوم من إنطلاق البطولة

 

"يمكن القول بأن الكاميرون جاهزة بنسبة 60% لإستضافة البطولة

تعتبر تلك البطولة تحدي كبير للكاميرون خصوصا مع زيادة عدد المشاركين من 16 إلى 24 فريق، سوف نرى ما سيحدث في الأيام المائة القادمة قبل إنطلاق البطولة"

 

 
لكن لا يجب أن ننسى أن الكاميرون أستعدت لتلك البطولة بإستضافة كأس أمم أفريقيا للمحليين في 2020 ثم كأس الأمم الأفريقية للسيدات ونجحت بشكل كبير في تنظيم البطولتين إستعدادا للبطولة الأكبر والأهم كأس الأمم الأفريقية
 
جاء متحور أومنيكروم وإنتشاره في أوروبا كطوق نجاة للأندية الأوروبية من أجل الهجوم على كأس الأمم الأفريقية في محاولة أخيرة لتأجيلها فكانت البروتوكولات الصحية الخاصة بالبطولة والخوف على اللاعبين الناشطين في أوروبا هو الحجة هذه المرة
 
أرسلت رابطة الاندية الاوروبية خطابا إلى الاتحاد الدولية لكرة القدم متمثلا في السكرتير العام وخطابا أخر إلى الاتحاد الأفريقي وذلك من أجل إظهار مخاوفها من إرسال لاعبيها إلى القارة الأفريقية في محاولة لتأجيل البطولة
 

 

"مع اقتراب إنطلاق بطولة كأس الامم الافريقية في 2022 تبدي الرابطة وممثليها القلق من التعامل مع انتشار فيروس كورونا والقواعد الصارمة الموضوعة من الدول من أجل الحد من إنتشار المرض
تظل هناك ثلاثة نقاط مهمة تثير قلق الرابطة وأنديتها لترك لاعبيها إلى البطولة أولها هو تأكد الأندية على سلامة وأمن كل لاعب لديها وثانيها أن الأندية غير مجبرة على لعب مبارياتها بدون أهم لاعبيها في منتصف الموسم والنقطة الثالثة هي غموض موعد عودة اللاعبين بعد إنتهاء البطولة بسبب القواعد الصارمة المختلفة لكل دولة مع القادمين من الخارج"
 

 

البيان تطرق إلى البروتوكولات الطبية للبطولة الخاصة بالجائحة والتي خرج الاتحاد الأفريقي سريعا ليرد على البيان ويؤكد أن بروتوكولاته الخاصة بالعزل والتعامل مع الجائحة موجودة، جاء هذا البيان في وقت كانت الأندية الأوروبية تتعرض مبارياتها للتأجيل والإلغاء بسبب إنتشار الجائحة في معسكرات لاعبيها
 
كان فوز صامويل إيتو برئاسة الاتحاد الكاميروني سببا في زيادة الهجوم على الاتحاد الافريقي للضغط عليه لتأجيل البطولة فطبقا لبعض المصادر لإذاعة راديو مونت كارلو الفرنسي فإن الرئيس السابق للاتحاد الكاميروني سيدو مبومبو كان على إتفاق مع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو على تأجيل البطولة في حال فوزه بالإنتخابات
 
ولكن فوز إيتو في الأنتخابات التي أقيمت في بداية ديسمبر الحالي دمر تلك الخطط خصوصا أن النجم الكاميروني السابق رفض التأجيل شكلا وموضوعا مؤكدا على قدرة دولته على إستضافة البطولة في موعدها ليزيد الضغط على الأتحاد الأفريقي والكاميروني من أجل التأجيل
 
إجتماعات بين إنفانتينو وإيتو وباتريس موتسيبي رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم على مدار عشرة أيام أنتهت بسفر موتسيبي إلى الكاميرون في السادس والعشرين من نوفمبر للذهاب إلى العاصمة يواندي من أجل متابعة الإستعدادات

 

 
"سأذهب أنا وزوجتي إلى الكاميرون في التاسع من يناير لمشاهدة مباراة الكاميرون وبوركينا فاسو"
 

 

كانت تلك الكلمات الإفتتاحية لموسيبي في مؤتمر صحفي أكد فيه إقامة بطولة كأس الأمم الأفريقية في موعدها المحدد بدون أي تأجيل ودون رضوخ للضغط الأوروبي والفيفا للتدخل في شئون القارة وكرة القدم بها
 
إعلان أكد فيه موسيبي إنتصاره للكرة الأفريقية بمساعدة من صامويل إيتو في الحفاظ على سيادة الأتحاد الأفريقي على بطولاته ومواعيد إقامتها التي تناسبها هي فقط ولا تناسب الأندية الأوروبية
 
ستنطلق بطولة أفريقيا في موعدها المحدد في التاسع من يناير المقبل، ستخسر الأندية الأوروبية نجومها لفترات متفاوتة تصل إلى شهر في حال وصول نجومها إلى المباراة النهائية ولكن هنا ستكون حرب جديدة ستقوم وهذه المرة الاتحاد الافريقي ليس طرفا فيها
 
القواعد والقوانين الصارمة التي تفرضها الدول الأوروبية على القادمين من الدول الأفريقية للحفاظ عليها من فيروس كورونا والتي تخلت عنها تماما دولة مثل إنجلترا من أجل إستضافة نصف نهائي ونهائي كأس الأمم الأوروبية العام الماضي
 
هل ستراسل رابطة الأندية الأوروبية حكومات دولها من أجل إستثناء القادمين من كأس الأمم الأفريقية؟ أم هل ستتعامل الدول الأوروبية مع العائدين كما تعاملت مع بعثات المنتخبات الأوروبية التي تنقلت بين 12 دولة في تصرف غير مسئول من الاتحاد الأوروبي بإقامة بطولة في 12 دولة مختلفة في وقت جائحة عالمية؟ هل تتخلى أنجلترا مثلا عن قواعدها الصارمة للقادمين من الخارج كما تخلت طوعا عنها من أجل إستضافة نصف نهائي ونهائي البطولة العام الماضي؟
 
أسئلة كثيرة لن نعرف الإجابة عليها قبل بداية عودة اللاعبين من البطولة بنهاية الدور الأول من كأس الأمم الأفريقية والتي أنتصر الكاف في حربه لأجل إقامتها
 
ولكن الحرب لم تنتهي فمازال هناك موضوع معلق بخصوص القارة أيضا وهو متعلق ببطلها الأهلي المصري والذي وجد فيفا يعلن عن موعد إقامة بطولة كأس العالم للاندية متزامنها مع موعد بطولة كأس الأمم الأفريقية
 
القرعة التي أعلنها فيفا وضعت مواعيد مبارايات الأهلي أثناء إقامة البطولة بينما تشيلسي الإنجليزي مثلا سيكون متاحا له إستخدام كل لاعبيه الأفارقة في حال وصولهم للنهائي حيث أنه سيبدأ اللعب بعد نهاية البطولة بينما الأهلي سيجد نفسه مضطرا للعب بدون معظم أسمائه الأساسية بسبب غيابهم للمشاركة في المعترك القاري
 
ما يمكن إعتباره قلة تقدير للقارة وممثلها ظهرت في إصرار فيفا حتى اللحظة على إقامة البطولة في ذاك الموعد حيث تنطلق في الثالث من فبراير قبل ثلاثة أيام من نهاية بطولة كأس الأمم الأفريقية خصوصا وأن كأس العالم للأندية تم تأجيلها من نهاية العام الحالي لبداية العام المقبل 2022 بينما موعد بطولة كأس الأمم الأفريقية محدد سابقا منذ العام الماضي
 

تم التأكيد على موعد أمم أفريقيا والآن جاء الدور على بطولة كأس العالم للأندية والتي في حال تأخر إنطلاقها لنهاية كأس الأمم الأفريقية فسيكون إنتصارا جديدا للقارة الأفريقية وتأكيدا على سيادة الأتحاد القاري لبطولاته ودفاعه عن حقوق أنديته وممثليه في المحافل القارية

No comments:

Post a Comment